أقل ما يُقال عن المرحلة الختامية للموسم الكروي اللبناني التي أقيمت الخميس أنها كانت محزنة كونها افتقدت إلى الرونق الذي يجعل من كرة القدم لغة عالمية مليئة بالمشاعر ألا وهو الجمهور.
في الأسبوع الختامي الذي شهد تتويج العهد بطلاً للدوري لأول مرّة في تاريخه، كان الأخير بحاجة للفوز على التضامن وتعادل النجمة والأنصار في القمة التقليدية اللبنانية ليتحقق حلمه، في حين كان فوز النجمة سيمنحه اللقب، أما الأنصار فكان الفوز سيمنحه اللقب أو التعادل شريطة عدم فوز العهد.
وبالفعل فقد تنقل اللقب بين الفرق الثلاثة في اللحظات الأخيرة من عمر البطولة، ففي مباراة العهد كان الأخير متأخراً أمام التضامن بهدف حتى الدقيقة 79 في الوقت الذي كان فيه النجمة متقدما على الأنصار وكان النجمة حتى تلك اللحظة بطلاً، ولكن العهد تمكن من التعديل في مباراته أمام التضامن، قبل أن يدرك الأنصار التعادل في الدقيقة 87 ويصبح هو البطل، ولكن العهد تمكن من تسجيل هدف الفوز أمام التضامن في الوقت بدل الضائع ليتوج بطلاً.
نعم، لقد كانت الإثارة والتشويق العنوان الأبرز في المرحلة الأخيرة، ولكن ما فائدة كل هذا التشويق والحماس إذا لم يكن الجمهور حاضراً ليمنح للّعبة الحياة.
لقد كان مشهد المعلق وهو ينفعل مع الأحداث "محزناً" والمحزن أكثر كان مشهد لاعبي العهد وهم يحتفلون باللقب الأول في تاريخ النادي بدون جمهورهم أو حتى حفل تتويج، ولعله مشهد يعكس بجانب منه الكثير من المرارة التي يعيشها لبنان، هذا البلد المنقسم إلى حدّ يمنع الجماهير من أن تجتمع لمشاهدة مباراة كرة القدم.
صحيح أن واقع الكرة اللبنانية شهد تراجعاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، ولكن ما أصاب عصب هذه اللعبة هو غياب الجمهور عنها، حتى أن كثيراً من الناس لم تعلم بأن البطولة انتهت أو هوية البطل، لأن أخبار ارتفاع سعر ربطة الخبز وتشكيل الحكومة المرتقب طغت على هذا الحدث.
إنه لأمر محزن أن نرى الملاعب التي كانت تضيق في ما مضى من الأيام بالجماهير المتعصبة لأنديتها خاوية إلا لقليل من الغبار على المقاعد، وأن يقتصر الحضور على الإداريين والمعنيين.
ولكن يبقى الرهان على أن يحمل المستقبل أملا بواقع أفضل وأن تعود الحياة إلى الملاعب اللبنانية، ويستعيد الدوري اللبناني بريقه، وإلا فمستقبل اللعبة من سيء إلى أسوأ.
المصدر:
http://www.aljazeerasport.net/NR/exe...2D418CC4ED.htm